بودكاست يمني عن حكيم اليمن علي ولد زايد

بودكاست يمني عن حكيم اليمن علي ولد زايد


رابط الحلقة على يوتيوب

https://youtu.be/njPE-713dqE


رابط الحلقة ساوند كلاود

https://soundcloud.com/ykrn3ggcphj5/glrzclutsyax



ابني ويا قرة العين معي لك أربع تواصي

وزايد أربع وثنتين الأولة احذر الدين

والثانية في عيالك خيول من حر مالك

والثالثة في سلاحك صوتك إذا ابتاع باعك

والرابعة لا تنافق خلي ضميرك ضمارك

والخامسة لا تزاحم لو يولموا من حلالك

والسادسة لا تخاصم سامح وراجع خصالك

والسابعة كن مع الناس يصلح مع الناس حالك

والثامنة لا يهمك في المال فسمعتك راس مالك

والتاسعة هات اذنك أغلى من المال علمك واغلى  منه فعالك

والعاشرة يا أحمر العين لو تبصر الكلب ينبح خليه وانكش حمارك

هذه هي الوصايا العشر لحكيم اليمن علي ولد زايد وهو يوصي ابنه بها

 

مرحبا بكم في بودكاست يمني وانا شجاع سيدم

وموضوعنا اليوم عن حكيم اليمن ومزارعها وشاعرها الحكيم علي ولد زايد والتي تتردد حكمه وأمثاله وشعره في كل بيت يمني وفي كل حقل حيث أصبحت حكمه وامثاله دستور تسير حياتهم اليومية عليه  ..

من هوعلي ولد زايد ومن اين هو وأين نشأ

نسبه المعروف لم يتعدى اسم والده زايد وكل المؤرخين اجمعوا على ذلك

فبرغم شهرته وصيته الذي ملاء اليمن ريفا ومدينه الا انه لا احد استطاع ذكر اسم جده حتى ان بعض المؤرخين والمهتمين ذكروا ان علي ولد زايد ليس الا فكرة يتداولها اليمنيين لتكون حامله لحكمهم وامثالهم وقصصهم الشعبية وانه ليس شخص حقيقي وهذا كلام استبعده كثير من الكتاب والمؤرخين لسبب ورود ذكر علي ولد زايد وشيوع قصصه ومكان منشأه وأسماء زوجاته وابنائه وبناته

ومع ذلك فقد ورد خلاف كبير حول ما اسلفناه

وقد تحدث عنه الشاعر اليمني الكبير المرحوم عبد الله البردوني، في كتابه فنون الأدب الشعبيّ في اليمن، فيقول: "هو كلّ الشعب اليمنيّ، وزمانه كلّ الأزمان وقريته كلّ القرى، وتحدّث بلهجات كلّ الشعب، ولا يتحدّث بلهجات كلّ الشعب إلا كلّ الشعب

 

اذا علي ولد زايد كما تقول حكمه وقصص فانه من قرية منكث التي ورد ذكرها في الكثير من اقواله وهي احدى قرى مديرية يريم في المنطقة الوسطى جنوب ذمار ودليل ذلك قوله

ما خير الا بمنكث          للجن والناس والطير

وبرغم ذلك فقد ذكر بعظهم انه من وادي حيكان وهذا الوادي ليس في منكث

وليس احد حقولها  لذكره هذا الوادي في الكثير من حكمه واقواله

ويرى اخرون انه من جهران لذكره كثير من قرى وأماكن جهران مثل قرية رصابة وقُباتل مثل قوله

ولا سقى الله قباتل         ولا رحم ذي بناها

تلم بتسعة وتسعين       جات الميه لا سواها

وأيضا قوله

ما في المدن غير صنعاء         وفي البوادي رصابة

ومع ذلك فعلي ولد زايد هو كل فلاح يمني حيث انه احد اهم اركان الزراعه من حيث معرفة مواسمها واساليبها وطرق الزرع والحصد والتشذيب وهو اصل من أصول فن المزارع باغانية وهيداته التي لا تفارق المزارع ابدا وهي تبدأ مع بداية الفلاحة وطرح البذور ومن اهم اقواله وهيداته الزراعية مايلي

ماريت مثل الزراعة

ماريت أنا مثلها شي

الوقت كله متألم

غير المذاري لها أوقات

تلم الرجال الثابت

يقلع الزيل النابت

إيش يبعدك يازيل يا نوباني

حلي العَتم والعبلة الصنعاني

من لم على البيض يبتل

ومن لم يغلس ويبكر

لا بخت له في الزراعة

ذي ما يشتِّي ويخرف

لا بخت له في الزراعة

يا ذيب إذا كنت حاذق

بتل في وسط مالك

يالله لا احنا نسافر

ولا معانا تجارة

تجارتي عوج الأعرام

والغرس بعد العمارة

بتلة على ثور زاحف

أخير لي من تجارة

 

وأما بالنسبة لحالته الاجتماعية فقد تزوج بثلاث نساء إحداهنَّ ابنة عمه، وقد وردت حكاية ظريفة دارت بينه وبين نسائه الثلاث.. حيث تقول الحكاية: كان لعلي وِلْد زايد، ثلاث زوجات، إحداهن ابنة عمه كان يسكن معهن في بيته المتواضع، مرَّ الوقت، فألمت به فاقة - فقرٌ مدقعٌ - فخرج من بيته ذات ليلةٍ في طلب الرزق، أو الاقتراض لسد الرمق، فلم يعثر على شيء، فعاد في الليل متخفياً، وصعد إلى سطح منزله متأملاً في حركة النجوم، يفكر في حاله، فسمع نساؤه يتحدثن فيه، تقول ابنة عمه: أين ذهب علي بن زايد يا تُرى؟ فقالت إحداهن: ذهب يسرق وسيحلف أنه ما سرق، وقالت الأخرى: ذهب يزني، فأجابت ابنة عمه: ألا تصبرن على الرجل ولا ليلة واحدة، ولكنكن تنكرن الجميل وتهتكن الستر، ثم ذهبت ابنة عمه، وأحضرت بعض الحبوب التي أخفتها بين علف الإبل، وصنعت منها طعاماً، إذ كان ينفد عندهم ما جُمع من الحبوب قبل انتهاء السنة، فيضطر علي بن زايد للاقتراض، ولكنه في تلك الليلة لم يجد شيئاً، بل اتهم من قبل زوجتيه بأنه سارقٍ، وزانٍ، وحلاّف، فلما سمع ذلك الحديث منهن، ونظر ما صنعت ابنة عمه، فغرَّد بقوله:

يقول علي بن زايد..

من عادة الفقر الأخلاف

أمسيت من فقر ليلة

سارق وزانِ وحلاَّف،

فقام فوراً بطلاق زوجتيه الاثنتين، وأنشد يقول:

يقول علي بن زايد..

ما يجبر الفقر جابر،

إلا البقر والزراعة،

وإلا القلم والدفاتر،

وإلا جمالاً تسافر،

تقبل بكل البضاعة،

وإلا مرة من قبيلة،

فيها الورع والقناعة،

تُدَّبر الوقت كله، كنه لديها وداعة”

فهذه الحكاية وبعظمة ما تحتويه من معانٍ ودلالاتٍ لعمليتي الشك والنكران للجميل حتى من أقرب المقربين إليك، فلا تزال هذه الأبيات متداولةً إلى حد الآن لما فيها من بلاغة وحِكمة لكيفية محاربة الفقر والجوع وقد حث على ذلك بأربع طرقٍ تتمثل في: الزراعة، والتعليم، والتجارة، ولعل آخرها الاختيار للنساء الصالحات ذوات الحسب والنسب، والورع والقناعة..

الحكيم.. وحربه على الفقر والجوع:

كان الفقر والجوع - ولا يزالا - هما الداء الذي ليس له دواء في حياة اليمنيين، وقد كانت لحكيمنا - علي ولد زايد - صولات وجولات في مقارعتهما، مستندا لقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، فأسَّس وشرَّع فلسفةً جديدةً تحارب وتصارع الفقر والجوع وتدعو إلى الفلاحة والتعليم معاً.

يقول علي وِلْد زايد..

لا رزق يأتي لجالس

إلا لأهل المغارس

ومن قرأ في المدارس

بل ووصل به الحد من شدة خوفه وهلعه من الجوع أن شبهه بالموت الذي لا نجاة منه، فنراه ينصح الناس بالنزول إلى منطقة السحول بمحافظة إب ذات الخضرة الوافرة والرزق الكثير فيقول:

يقول علي وِلْد زايد..

إن كنت هارب من الموت

ما أحد من الموت ناجـي

وإن كنت هارب من الجوع

أهرب سحول ابن ناجي

في معظم مناطق اليمن، قراها ومدنها، جبالها وسهولها ووديانها، تردد وتترنم بأقوال علي بن زايد وإرشاداته الزراعية، ولعلها النصيب الأكبر من أقواله وحِكمه، فكان يطلق أجمل الأوصاف على الأرض والزراعة، على الثور وهو يجرُّ المحراث خلفه ليصنع أتلاماً متناسقة وجميلة، تفتح ذراعيها ممدودةً لاستقبال غيث السماء، وتحتضن بين جنباتها للصِيب - حبات الزرع، وإيماناً منه بالقول المأثور (أن يأكل مما يزرع) فهو يدعو عامة الناس إلى ضرورة التمسك بالزراعة كونها الكنز العظيم والخير الوفير.

ولا غرابة أن نجد ترابطاً بين تلك السلاسل الزراعية المتمثلة بالمدرجات وبين هذه الفلسفة العظيمة لرجلٍ بسيط هو علي وِلْد زايد، فمن هنا تتضح عظمة الإنسان اليمني، وتجلو عزيمته التي أدهشت العالم أجمع لتصميمه الفريد الذي حوَّل الجبال والمرتفعات العالية إلى حواضنٍ للرزق الكثير ليقاوم الفقر والجوع والمرض وهو الثلاثي المرعب في حياة الإنسان اليمني قديماً وحديثاً، وبحياة الشعوب والأمم بشكلٍ عام.

وعادةً ما تقاس أي حضارةٍ أو أمةٍ أو تاريخٍ إلا بما تركته للأجيال من إرثٍ وموروث، من بنيانٍ ونظمٍ حياتية، فاليمنيون – وابن زايد واحدٌ منهم – تركوا بصماتٍ تاريخيةٍ وشواهد حضارية لا زالت قائمة حتى الآن، فالفلسفة الغريبة والعجيبة جداً لحكيمنا والبعيدة كل البعد عن الخرافيات والأساطير وعلاقة الإنس بالجن والسحر والشعوذة وغيرها، وسأورد بعضاً من فلسفة اليمنيين الحياتية والمتمثلة في النجوم والمعالم الزراعية – كما يسميها هؤلاء المزارعون– وتُحدَّد بـ 13 يوماً وتحسب كشهورٍ ذات أعدادٍ فردية تنازلية تبدأ من (شهر 25 – شهر 23 – شهر 21.....الخ) وتسمى بالنجوم، ومنها: (نجم الجَحر، نجم العِلب، نجم سهيل، ونجم الروابع، ونجم الصَّواب، ونجم علاَّن، والثلاث، والخامس، السادس، السبع، التسع.... الخ) فيدّون لنا وللتاريخ علي ولد زايد عن نجم سهيل مثلاً بقوله:

أنـــــــــــــــــــــــــا سهــــــــــــــيــــــــــــــــل.. أنـــــــــــــــا سهـــــــــيــــــل

فــــــــــــــــــي ليــــــــــــلتــــــــــي ســـبـعـــــــــــــــين ســــــــيــــــل

أنا سهيل.. أدخل على الحلبة بليل

وأقطـــــــــف كحــــــــــيل

وأيضاً يقول في نجم سهيل، كونه من أفضل النجوم الزراعية في اليمن:

ما في النجوم إلا سهيل

أوصـــــيـــــــك يـــــا جمَّال لا تسافر

عـــنـــــــــــــــد مطـــــــــلـــــع ســــهــــــــــــيل

أو فــــــي مغيـــــب الظــــــــــــــوافر

يا لله جارك من مغيب الظافر

عنيت الأول ما عنيت الآخر

الليــــل بــــــارد، والنهــــار هواجر

وهنا يتغزل في الزراعة وتفاصيل مواسمها، ومتى بذر الأرض وتجهيزها وحرثها وإزالة الشوائب والأشجار الضارة بها، كما يحث على وجوب المواظبة على الحرث والغرس في الأوقات الزراعية المناسبة وأن يبادر المزارع بالقيام باكراً وأن يظل أيضاً حتى الغلس أو غروب الشمس حتى ينال حظه ورزقه من الزراعة وما تنتجه من خيراتٍ ونعمٍ وفيرة التي قد تفوق التجارة بكامل أرباحها:-

ماريت مثل الزراعة

مــــاريت أنـــا مثلــها شي

الـــــــــوقــــــــت  كـــــــــــله متالــــم

غيــر المــذاري(27) لها أوقات

*      *      *

تــــــلـــــــــــــم  الــــــــــرجــــــــــــــال  الثـــــــــــابــــــــت

يقلــــــــــــع  الــــــــزيــــــــــــل الـــــــــــــنـــــــابـــــــــت

أيــــــش يبــعــدك يـــا زيـــل يــا نوبـــــاني

حلي العُتُم والعِبْلة الصنعاني

*      *      *

مــــن لــــم علـــى البيــض يـبــــتـِّل

ومــــــــــــــــن لــــــم يُغـــــــلس ويُبْـــــكر

لا بَخْـــــــــتَ لـــــــــه فـــــي الــــــــزراعة

*      *      *

ذي مــــا يَشتِّي ويخرف

لا بَخْتَ لـــــه فــــي الزراعة

*      *      *

يــــالله لا أحْـــنا نسـافر

ولا معـــــــــــــانـــــــــــــــــا  تجـــــــــــــــاره

تجـــارتي عَــوجْ الأعرام

والغرس بعد العماره

*      *      *

أعـــــــرام مـــــــــــالــي حصـــــونه

إذا نـــــــــزل سيــــــــل بـــــاللــــــيل

أمسيت سالي شجونه

*      *      *

بتـــلة علـــى ثــور زاحف

أخيـــر لي مــن تجــــاره

كلـــين ســـرح تبــتل ماله

*      *      *

جهم العنب في خروجه

مــــا بين كــــرمة وعنــــــقاد

*      *      *

ما ينفعك طول مسقاك

إذا  اللــــــــــيالـــــــــــي جــــديــــــــــبه

*      *      *

طيــــــــــــافة المــــــــــال عمــــاره

إذا لقــــــى خُـــــزق عكـــــبر

وإلا تفــــــقـــــــد حـــــــــــراره

*      *      *

إذا نظـــــرت البــارق الكومـــاني

أبشِّــــــرك بـــــالســيــــل يــــــوم ثــانــــــي

*      *      *

إينمـــــا حلــــــت السبــــــع حلـــــيت

*      *      *

نصـــــف الســــنة تســـعه أشـــهر

والنصــــــــــف الآخـــــــر ثـــــلاثــــة

التســـــــــع  والســــــبــع  والخـــمـــس

تِــــبـــــــان  فيـــــهـــا  الـــــعــــيــــــافـــــــة

لا ســـــــــــمـــــــــــــــن فـــــــيــــــــــهـــا ولا بــــــــــِر

الـــــلــــــه  يـــجــــــــمِّـــــــل ويــــســـــــتـر

*      *      *

يـــــــــا غـــــــارتـــــــاه يـــالثــــريا

متالـــــــــم الصــــيـــف زلـــت

*      *      *

قـــــدمـــــت مــــالــــي تَـــوخَّــــــــرْ

مــــــــذراه صفــــــو الثــــريـــا

تسابق النجم الأحمر

*      *      *

معـــــــي مــــن الــــوقت إمــــــارة الفـــــجر

إذا أصبح أحمر ، فهو لغزر المطاره

وها هو هنا يبشر بالغلال والسبول والعناقيد، خيرات الأرض التي أتت بعد جهدٍ جهيد يبذله الفلاحون في حراثتهم للأرض، مروراً بالحجون، ثم بالهروش، حتى يكون الحصاد:

يقول علي إبن زايد..

جَحْـــر العِـــلْب يـــا مُـحُمَّد

قطِّـع سبول العـناقـيد

يــــــا مقــبـــلة مـــن يعـــودك

يعــــــودك البِـــــــر الأحــــمـــر

والــــرازقــــي فـــي ردودك

ويشرح في الأبيات التالية كيف للزراعة أن تقوم إذا لم يكن هناك ثورٌ كبير وقوي يقوم بقلب وحراثة الأرض بالوقت المحدد والمطلوب، حيث يتغزل هنا بالدور المحوري للثور وأهميته في عملية فلاحة الأرض:

يقول علي ولد زايد..

ما يسبر المد الأخضر

إلاَّ بــِمَـــــــــــدَّيــــــن يـــابــــس

ولا تــــمــــــــدَّح  لـــــمـــحـتاج

يصبح على الباب جالس

*      *      *

إتلم بمدين وإلحق كسرين

واعــــــــــلــــــــــــــــــــف طــــــــــلــــــــــــــــــيين

إن جــــــــــــــــــــــــــــــين أغنــــــــــــــــــــــــــــــين

وإن راحـــــــــين مـــــــــا يفقـــــــــريــــــــن

*      *      *

أن الــــــــــــــــزراعة دلـــــــــيِّه

تــــــــــريد ثــــــــــورين جيدين

وبيــــــــــت وافي وحِـــــــيَّه

*      *      *

لولا البقــــر مـا ركبت عمايم

ولا بنــــــــــي مسجـــد ولا دعــايم

ولا طلــــــــــع بـــاشا مـــن التهايم

*      *      *

لا تجعـــل الغنـــم رأس مــالـــك

ولا تِخلهــــــــــا مــــــــــن ديــــــــــارك

خُبر البقر تحت الاهجاج

وابتـــالـــهـــا فــــي عـــبــــــاصـــــر

مــــــــــا خُبــــــــــرها في الحويِّه

*      *      *

قبحــــــــــي لمــــــــــن ليــــــــــس يملك

لا جــــــــــاه مــــــــــاضي ولا مــــــــــال

ولا غــــــــــنم فــــــــــي الــــــــــزريـبة

يبيـــــــــــــع منـهـــــــــــــــا ويـــــكتــــــــــــــال

*      *      *

القضــب سلطــــان الأبتــــال

ثـــــــــــــــــور القبيـــــــلي حصـــــانــــــــه

قــــــــــم يـــــــــا علي غـــــدِ الثور

ولا تمــــــــــيل مــــــــــن قُــــــــــباله

*      *      *

والــــــــــله مــــــــــا ابيــــــــــع ثــــــــــوري

مــــــــــا دامت الــــــــــريح تِقلِب

شـــــــرقي وقبـــــــــلي عـــــــــوالي

*      *      *

بيض البقر مثل الأشراف

والحمــــــــر مثـــــــــل السلاطــــــــين

والســــــــــود مــــــــــا طــــــــــاب مــــــــــنها

مثـــــــــل العــــــــبيد الممــــــــــالـــــــــيك

*      *      *

يــــــــــا ثــــــــــورنا طــــــــــال عمــــــــــرك

عمــــــــــر الهــــــــــلال اليــــــــــمــــــــــاني

فــــي آخــــــر الشهــــــر شــــــــيبة

وأصبح ولد يوم ثاني

*      *      *

يــــــــــا صاحــــــــــبي يــــــــــا رفيــــــــــقي

هيــــــــــا معــــــــــي قفر حاشد

نــــــــــدِّي من البقر البيض

سود النُخر عوج الأكتاف

نَخس البتول ينفع الثور

علي بن زايد.. وتعامله مع الناس:

لم يتوقف علي ولد زايد على أقواله في الزراعة والفلاحة – وإن كانت أعظمها – ولكنه لم يغفل الجانب الاجتماعي لحياة الناس، أفراحهم وأتراحهم، مواقفهم ومشاكلهم.. حتى صار يضرب به المثل عند حل أية قضيةٍ مستعصية، أو موقفٍ تتداعى إليه القبائل من شتى المناطق اليمنية، ومنه نتعلم حقيقةً كيفية معرفة الناس والتعرف على طباعهم وخصوصياتهم، أعرافهم وتقاليدهم..

يقول علي بن زايد..

الجــــــــــيد من صان نفسه

مــــــــــن الحجــــــــــج والمناقيد

قتــــــــــلت خــــــــــالــــــــــي بعــــــــــمي

خــــــــــوف العــــــــــير والمناقيد

ويقول أيضاً:

الشــــــــــوم على أهله حموله

والجــــــــــيد حمَّــــــــــال الأثقــــــــــال

وهنا يصبِّر الناس على جيرانهم إذا كانوا مؤذين، إيماناً منه بقول رسول الله الكريم: (ما زال جبريل يوصني بالجار حتى ظننته أنه سيورثه)  رواه البخاري ومسلم.. طالباً منهم الصبر حتى يزيل الله هذا الجار المؤذي..

يقول علي بن زايد..

مــــــــــن كان له جار مؤذي

الصــــــــــبر واللــــــــــه يدزيله

*      *      *

مــــــــــن لا يــــــــــؤمِّن جاره

لا يــــــــــأمن علــــــــــى داره

*      *      *

ذي مــــــــــا يقع مثل ابن عمه

يقــــــــــــــــــــع لــــــــــــــــــــــــــــــه جــــــــــــــــــــار

أما الصداقة فنراه لم يغفلها، ولعله لم يغفل أي شيءٍ من أمور الحياة اليومية وعلاقة وترابط الناس فيما بينهم

يقول علي بن زايد..

ان صاحبك مثل روحك

وإلا فــــــــــلا كـــــان صــــــــــاحب

وللدلالة على روح الجماعة وعدم الخروج عن الرأي الواحد ولو كان صحيحاً نراه يورِّد مثلاً لا يزال يضرب به حتى الآن في كل محفل أو مقام..

يقول علي ولد زايد..

بين أخوتك مخطي

ولا وحدك مصيب

علي ولد زايد.. ثائراً ضد القهر والطغيان:

ها هو علي ولد زايد يجدد من روح مجتمعه ويقف معهم ضد القهر والظلم والطغيان، بل ويفسر للناس أعمالهم وما هي نتائجها وعواقبها سواءً عليهم أو على أبنائهم..

يقول علي بن زايد..

من قابص الناس يقبص

ولا قُــــــــــبص لا يــــــــــقول آح

مــــن قــــــــــارب الكير يحرق

والا امتــــــــــلا مــــــــــن غبــــــــــاره

ويقول أيضاً:

من كان أبوه يقهر الناس

كــــــــــان القضا فــــــــــي عياله

وفي تنديده بالحروب وما تجره بعدها من الويلات والندم فيقول:

حــــــــــربي وحــــــــــرب ابن عمي

مثــــــــــل الوجع بالصوابر

أو مثــــــــــل مقرانة السبع

ما بــــــــــين بجما وعاصر

ويقول أيضاً:

الحرب أولها عدامه

ووسطـــــــــــــها نــــــــــــــــــــــــدامه

وآخــــــــــــــــــــرها غــــــــــــــــــــرامه

وتــــــــــرجع بــــــــــالــــــــــسلامه

حبه للقرى والمدن اليمنية:

لا توجد قريةً ولا بيت ولا مدينة في اليمن إلا وتغنَّى وغرَّد بها علي بن زايد، ولعله حب متبادل بينهما، فهو وثَّق لمعظم أسمائها، لخصائصها، لزراعتها، لمحاصيلها، لأهلها وسعدهم وفرحهم، وهي حفظت ودوَّنت معظم أشعاره وأقواله وحِكمه.. وهذا هو الحبُّ والعشق العُذري بين الفيلسوف وبلاده:

يقول علي ولد زايد..

مــــــــــا في المدن غير صنعاء

وفي البــــــــــوادي رصابة

قُــــــــــراشها ذي تـــــــروِّح

تــــــــــراه مثــــــــــل السحــــــابة

مــــــــــا في القُــــرى مثل حده

فــــــــــي شــــــــــرقها والمغــــــــــارب

وقضبهــــــــــــــــــــا للمهــــــــــارة

والبقــــــــــرات الحــــــــــوالب

مـــاريت شـــي مثــل حَيكان

أو مثـــل ضـــيعة عــوايش

المِسبــــلي يشبـع إنسان

والتِــلــم يـــدِّي غـراره

الجـــــاملـــي فــــي عــذيقه

والــــبُن فــــي وادي أخـرف

أمـــا الشعـــــير فـــي المداره

والبِــــــــــــر فــــــــــــي وادي أحـــــــــــــور

مــــــــــا مثــــــــــل قــــــــــروا ومــــــــــسور

والسِّــــــــــر لــــــــــو كــــــــــان يــــــــــمطر

وذاك سعــــــــــــــــــــوان الأغــــــــــــــــــــبر

والظهــــــــــر لــــــــــو يسلــــــــــم الثور

أنــــــــــا مــــــــــن الــــــــــدهر ما خاف

معـــــــــــــي مــــــــــيه غـــــــــرس حبله

يــــــا أهــــــــــل الغــروس الــــرواجي

يـــــا أهــــــل الضمـــــيد الســـــــوارح

اهجــــــــــــــــــــاجها صــــــــــرصــــــــــريــــــــــه

يا أهل الجِرب عوج الأعرام

تِشــــــــــــــــــرب مــــــــــــــــن أول نــــــــــهيِّــــــــــه

مــــــــــا هــــــــــالنــــــــــي مثــــــــــل حيكان

أو مــــــــــثــــــــــل رقَّــــــــــة عــــــــــوايــــــــــش

وإلا العمــــــــــيس تحــــــــــت عِــــــــــزان

والحــــــــــلحــــــــــلة تحــــــــــت نيــــــــــسان

ووادي ذي قــــــــــــــــــــاســــــــــم أحــــــــــيان

وذي عــــــــــلــــــــــي تــــــــــحت ضــــــــــوران

لــــــــــــــــــــو خيــــــــــــــــــــرونــــــــــي بــــــــــالمُهلا

غــــــــــــــــــــرس فــــــــــــــــــــي وادي بــــــــــــــــــــنا

وإلا مــــــــــــــــــــية بكــــــــــــــــــــره بمــــــــــوزع

مطلــــــــــــــــــــع ســــــــــــــــــــــــــــــنّ الــــــــــربــــــــــع

لــــــــــو خيــــــــــرونــــــــــي به بلاد أسلع

وزادوا لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي رِمَــــــــــــــــــــــــــــــع

مــــــــــــــــــــا أخترت غير يا ذا المولع

يــــــــــــــــــــا الــــــــــذي حبــــــــــك قــــــــــطع

يــــــــــــــــــــا ليــــــــــت جهران قفوعة

وغــــــــــيل يــــــــــكــــــــــلا مــــــــــرق ثــــــــــور

والحــــــــــيد الأحــــــــــمر حوايج

ظفــــــــــار عــــــــــالــــــــــي المنــــــــــاظــــــــــر

ذي دورهــــــــــا فــــــــــــــــــــي ســــــــــــــــــــواده

مثــــــــــل النــــــــــجدوم الســــــــــوامــــــــــر

لا رعــــــــــــــــــــى اللــــــــــــــــــــه قُــــــــــباتــــــــــل

ولا رحــــــــــدم مــــــــــــــــــــن بنــــــــــــــــــــاهــــــــــا

ذريـــــــــــــــت بتســـــــــــعة وتســــــــــعــــــــــين

جِــــــــــت الـــــمــــــــــية لا ســــــــــواها

ومــــــــــن خبــــــــــاثة قُــــــــــــــــــــباتــــــــــــــــــــل

ســــــــــــــــــــــــــــــوَّى المســــــــــاجد وراهــــــــــا

لا ســــــــــتهــــــــــنوا يــــــــــا شفالــــــــــيت

وصايا لقمان الحكيم:

ها هو ولد زايد يذكرنا بوصايا لقمان الحكيم لابنه، فعلى نفس النهج اختط حكيمنا علي ولد زايد خطاه، لكي يوصي إبنه – ومن بعده سائر أبناء المجتمع اليمني – عشر وصايا هامة:

يقول علي ولد زايد..

إبــــــــــني ويــــــــــا قُرَّةَ العــــــــــين

معي لك أربع تواصي

وزايــــــــــد اربــــــع و ثنتين

الأولــــــــــه: إحــــــــــذر الــــــــــدَّيْن

الثانــــــــــية: فــــــــــي عـــــيالك

خـــــيولْ مـــن حُـــرِّ مالك

الثالــــــــــثة: فــــــــــي سلاحك

صــــــــــوتك إِذا ابتاع باعك

الــــــــــرابعة: لا تنــــــــــافــــــــــق

خلِّــــــــــي ضميرك ضمارك

الخامــــــــــسة: لا تـــــــزاحــــــم

لو يُولمُوا من حَلاَلَك

الســــــــــادسة: لا تُخــــــاصم

ســـامـــــح، وراجع خصالك

السابــــــعة: كن مع الناس

يصلـــح مع الناس حالك

الثامنـــــة: المال سُمْعَة

وسمعـــتــــك رأس مـــــــالـــــك

التاســــــــــعة: هــــــاتِ أذنــك..

أغــــــــــلى من المال عِلْمَك

والأغلــــــــى مــــــــــنهُ نِعــــــــَالَك

العاشرة: يا احمر العينْ

لــــو تبــــصر الكلب ينبح

خلِّيهْ،وانكُش حمارك

وفي الأخير.. حاولت قدر الإمكان أن أُوفيَّ الحكيم والفيلسوف والأسطورة اليمني علي وِلْد زايد بعضاً من حقه، ولكنه كالبحر كلما زادت مياهه زداد هيجانه، وهذا هو واقع الحال عند زيارتك واستطلاعك لأحوال الزراعة والمزارعين في اليمن، فابن زايد هو رفيقهم الدائم مثل: الماء والطعام، والمفرس، والمحراث والثور، وحتى البذور أيضاً.. فلله درُّك يا ابن زايد، فقد أضفت إلى تاريخ وحضارة اليمنيين فلسفةً معرفيةً وقولاً حكيماً، ستظل في قلوب وعقول محبيك من أقصى اليمن إلى أدناه..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تعيش اكثر من 160عاما مثل قبائل الهونزا

رؤساء وملوك اليمن خلال القرن المائة سنة الماضية

جزيرة سقطرى │ بودكاست يمني │ الحلقة السادسة