رؤساء وملوك اليمن خلال القرن المائة سنة الماضية

 

اليمن البلد والشعب الذي عاصر الكثير من الرؤساء والحكام  خلال القرن المنصرم وقد اثر فيه اكثرهم سياسيا وجغرافيا ولكنهم لم ينقلوه من حالة البؤس الشقاء والتشتت والحروب  في هذا البودكاست وخلال ثلاث حلقات مقبلة سيتم تخصيصها للحديث عن حكام ورؤساء اليمن من بداية القرن التاسع عشر حتى الان

تستمعون الى بودكاست يمني ومحدثكم شجاع سيدم

 رابط الحلقة على قناتنا في اليوتيوب

https://youtu.be/YeUx_ISTwxA


رابط الحلقة على البودكاست ساوند كلاود

https://soundcloud.com/ykrn3ggcphj5/sp48f0r2dnys

حكام اليمن في القرن العشرين سيرة ذاتية


الحاكم الاول



الامام يحيى حميد الدين

ولد في الحيمة في الخامس عشر من ربيع الأول من عام 1286هـ، الموافق لشهر حزيران من عام 1869م، واسمه يحيى ابن الإمام منصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن محمد بن إسماعيل بن حميد الدين المتوكل ، وقد نشأ في بيئةٍ شبيهةٍ لبيئة أسلافه من الأئمة، حيث كانت بيئته بعيدةً كل البعد عن اختلاط المعارف والثقافات الغربية، كما كانت بعيدةً عن الحداثة بشكل عام .. نشأ يحيى حميد الدين في صنعاء،

تلقى تعليماً بدائيا في كتّاب صنعاء (معلامة باللهجة اليمنية) وهو تعليم يقتصر على العلوم الدينية. عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1904 م) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، وأخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالباً منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه. لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن وهو جزء من الدولة العثمانية، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. باعتراف العثمانيين به إماماً على اليمن بعد توقيع  صلح دعان في 9 أكتوبر 1911 بين الإمام يحيى حميد الدين ممثل الزيدية وبين ممثل الحكومة العثماني، وأقر بفرمان عثماني عام  1913، نصت مواد الاتفاقية بصورة صريحة وواضحة بأنّ اليمن ولاية تابعة للسلطنة العثمانية، وأنّ يعترف الإمام بالحق الشرعي للسلطنة على اليمن ، ويقول سيد مصطفى سالم : “ والغريب أنه لم يكن المقصود من وراء هذا الصلح سوى تهدئة الأوضاع في اليمن، وتوفير تلك الحملات الكبيرة التي أرسلت إليه حتى تتمكن السلطنة العثمانية  من مواجهة باقي الأخطار التي تواجهها في البلقان وفي ليبيا ( طرابلس الغرب ) . فقد نصّ اعتراف الصلح في مقدمته على اعتراف الإمام بالسيادة العثمانية على ولاية اليمن مقابل اعتراف العثمانيين بزعامة الإمام للطائفة الزيدية .وذلك اثر انهزام الدولة العثمانية ودول المحور في الحرب العالمية الاولى .

بعد سقوط الدولة العثمانية  قسم البريطانيون الجزيرة العربية

، واستقل شمال اليمن مع الدولة العثمانية عام 1849 ، وقامت المملكة المتوكلية عام 1918 بعد سقوط الدولة العثمانية وملوكها من آل حميد الدين .

كان امتداداً لـ"وجاهة" زيدية على صنعاء وما حولها من القرن العاشر الميلادي وكانت وظيفتهم الأساسية الوساطة بين قبائل حاشد وبكيل واللتان عُرفتا بلقب جناحي الأئمة الزيدية فالحكم الزيدي كان قائماً على ولاء هاتين القبيلتين تحديدا من بين سائر قبائل اليمن وقد حاول مرارا اخضاع القبائل لسيطرته بالقوة .

قامت بعدها الثورة الدستورية اليمنية  في 17 فبراير 1948 حين قام عدد من ضباط الجيش ومشايخ القبائل أبرزهم شيخ مشايخ قبيلة مراد المذحجية الشيخ علي بن ناصر القردعي، والذي كانت علاقته سيئة بالإمام يحيى، والضابط عبد الله الوزير، ونجل الإمام يحيى،إبراهيم يحيى حميد الدين بمحاولة انقلاب وإنشاء دستور مدني للبلاد عام 1948 قتل خلالها الإمام برصاصة من بندقية الشيخ ناصر أصابت رأسه في منطقة حزيز جنوبي صنعاء. حيث أزيح آل حميد الدين من الحكم وتولى عبد الله الوزير السلطة كإمام دستوري بدعم من (الإخوان المسلمون في اليمن) الذين عرفوا حينها باسم الأحرار اليمنيون، لكن الانقلاب فشل بعد أن قام الإمام أحمد حميد الدين بثورة مضادة مؤيدة بأنصاره من القبائلو استطاع خلالها إجهاض الثورة وإعدام الثوار وقدمت السعودية الدعم للإمام أحمد بسبب طبيعة الانقلاب الدستورية كذلك ابتعاد القيادات الإصلاحية عن عموم الشعب أدى إلى فشل الثورة، فعلاقة الإمام بالقبائل كانت أقوى كونه يسمي نفسه أمير المؤمنين فلم تكن هناك من مقارنة  بين قوات الثوار  والقبائل التي استجابت لدعوة الإمام أحمد .

 

الحاكم الثاني

الامام احمد بن يحيى حميد الدين

 

سمى نفسه الحاكم بأمر الله أحمد بن يحيى حميد الدين بقية نسبه نفس نسب والده  ولد في (18 يونيو  1891 وولد في قفله عذر من بلاد حاشد  وكان ثاني ملوك المملكة المتوكلية اليمنية. درس وتتلمذ على يد علماء مشهورين في شهارة وغيرها التي تولى أمرها حتى انسحب الأتراك من اليمن عقب الحرب العالمية الأولى وقامت المملكة المتوكلية اليمنية، اعتمد عليه أبوه في بعض حروبه لبسط سيطرتة اليمن الجديدة وحكمها المركزي، فحارب في المقاطرة بعد قيام الانتفاضة الكبرى فيها التي قادها الشيخ حميد الدين بن علي وحجة والمشرق وفي برط في الشمال والزرانيق في تهامة. واتخذ حجة مقراً له حتى عينه أبوه أميراً على لواء تعز عندما بدأ الاعتماد على أبنائه الذين عرفوا بسيوف الإسلام في حكم البلاد من بعد عام 1937م ,وحين انطلقت ثورة الدستور عام 1948، كان مخطَّطاً أن يُقتل خارج تعز في الوقت نفسه الذي قتل فيه أبوه في حزيز جنوب صنعاء ولكنه خادع الكمين، وخرج سراً إلى حجة حيث أعلن الحرب على الثورة وقضى عليها وأعدم زعمائها وسجن الباقين في حجة

تولى الحكم اوالامامة بعد اغتيال أبيه في ثورة الدستور 1948 الذي نجح في إفشاله. وكانت تعز عاصمته، وأخمد انقلابات عديدة ضد حكمه. وأخباره كثيرة شهيرة، توفي في عام 1962 م. قامت بعد وفاته الثورة "ثورة 26 سبتمبر" حيث استمرت من 1962-1970 م، وأعلنت الجمهورية العربية اليمنية رسميا

الحاكم الثالث

عبدالله يحيى السلال

هو أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية في الفترة من 1962م حتى  1967م. ولد في قرية شعسان مديرية سنحان محافظة صنعاء عام 1917م. التحق بمدرسة الأيتام بصنعاء عاصمة اليمن آنذاك عام 1929م، وبعد إتمامة للمرحلة الثانوية سافر إلى العراق عام 1936م في بعثة عسكرية أرسلها حاكم اليمن وقتها الإمام يحيى حميد الدين حيث دخل الكلية العسكرية العراقية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان عام 1939م.

 

شارك في ثورة الدستور عام 1948م بقيادة عبد الله الوزير حيث قتل الإمام يحيى، ثم سُجن على إثرها كما أعدم الإمام أحمد بن يحيى الذي تولي الحكم بعد أبيه الكثير ممن شاركوا في الثورة أخرجه ولي العهد سيف الإسلام محمد البدر حميد الدين-الإمام لاحقاً من السجن وكانت هذه غلطة ولي العهد التي قد يقال أنها كلفته عرشه. وبعدها أصبح رئيس الحرس لولي العهد وقد كان مشتركا في تنظيم الضباط الأحرار ولم يكن يعلم الإمام البدر بهذا فقربه إليه أكثر. وفي 26 سبتمبر بعد أسبوع واحد من وفاة الإمام أحمد وتسلم الإمام البدر الحكم قامت ثورة 26 سبتمبر على النظام الإمامي الملكي في اليمن من قبل مجموعة من الضباط في الجيش حيث أيّدها بعض من مشائخ القبائل ودعمت دعم عسكري واسع من الجانب المصري ليصبح أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية شمال اليمن.

 

أطيح به في انقلاب قام به ضباط الصاعقة والمظلات في 5 نوفمبر 1967م أثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا زالت قائمة، وتشكل مجلس رئاسي من ثلاثة أمناء هم عبد الرحمن الأرياني ومحمد علي عثمان وأحمد محمد نعمان وتشكلت حكومة برئاسة محسن العيني. أنتقل بعدها للإقامة في مصر التي ظل فيها حتى سبتمبر 1981م و توفيَّ بمدينة صنعاء في 5 مارس 1994م.

 

الحاكم الرابع

قحطان محمد الشعبي

أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية  في الفترة من 1967م إلى 1969م والتي عرفت فيما بعد بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ولد في وادي شعب، أحد أودية مدينة طور الباحة عاصمة إقليم الصبيحة عام 1923م ولم يرَ أباه قط فقد ولد يتيماً حيث توفي والده قبل أشهر من ولادته

كفله بالرعاية قريبه الشيخ عبد اللطيف عبد القوي الشعبي شيخ "وادي شعب" وقحطان هو ثالث أخويه

في سن الطفولة قام قحطان برعي الأغنام في وادي شعب، وعندما كبر قليلاً انزله الشيخ عبد اللطيف إلى عدن للدراسة. في البداية تعلم قحطان في وادي شعب القراءة والكتابة وحفظ اجزاء من القرآن الكريم، وعندما كبر قليلاً أنزله الشيخ عبد اللطيف إلى عدن وألحقه بالدراسة في "مدرسة جبل حديد" التي كانت تعرف أيضاً ب "مدرسة أولاد الأمراء" وأحياناً تعرف ب"مدرسة أبناء الشيوخ" لوجود عدد من أبناء السلاطين وأهم الشيوخ يدرسون بها، وهذه المدرسة هي أشهر مدرسة في تاريخ عدن حتى اليوم، ولا تزال معالم المدرسة قائمة حتى الان

في أوائل الاربعينات من القرن المنصرم توجه قحطان في بعثة دراسية إلى السودان، وكان التعليم الجامعي هناك متطوراً لوقوعه تحت اشراف السلطات البريطانية حيث كان السودان يرزح حينئذٍ تحت الاحتلال البريطاني، واكمل قحطان تعليمه بتخرجه مهندساً زراعياً في كلية الزراعة بجامعة جوردون بالخرطوم ليكون أول مهندس زراعي بين أبناء الجزيرة العربية وهو أيضاً الوحيد بين رؤساء اليمن جنوباً وشمالاً المتخرج جامعياً

أسس المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي فرع حركة القوميين العرب في اليمن عام 1956م عندما كان طالباً بالمرحلة الثانوية في مصر، وانضم قحطان وآخرون إلى الحركة بشكل سري.. وفي عام 1960م استقال قحطان وزملاؤه من الرابطة وبينهم سيف الضالعي، علي أحمد السلامي، طه مقبل، سالم زين محمد، علي محمد الشعبي، أحمد عبده جبلي، وعبد الكريم سروري وغيرهم،

بدأت مباحثات الاستقلال في 21 نوفمبر 67، واستمرت حتى 28 نوفمبر، عقدت الجلسة الأخيرة واستمرت طوال النهار والليل إلى اليوم التالي، وفي ظهر 29 نوفمبر 67، دُعي الصحفيون ومراسلو وكالات الأنباء للدخول إلى القاعة التي عقدت فيها مباحثات الاستقلال ليشهدوا اللحظة التاريخية لتوقيع قحطان الشعبي واللورد شاكلتون على اتفاقية استقلال جنوب اليمن، وذلك بعد احتلال بريطاني للجنوب دام نحو 129 عاماً، بدأ باحتلال عدن في 19 يناير 1839، وانتهى بخروج آخر قوات للاحتلال في 29 نوفمبر 1967، من عدن والجنوب بهزيمة لم تشهد بريطانيا مثيلاً لها في أية مستعمرة لها في العالم.

 

وفي صبيحة يوم 30 نوفمبر 1967، كانت ساحات وشرفات مطار عدن وما جاوره من طُرقات مزدحمة بعشرات الألوف من الرجال والنساء الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب لاستقبال قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف، بعد أن انتزع من الوفد البريطاني استقلالا كاملا على مستوى السياديتين الداخلية والخارجية، حيث استقبل الشعب بمختلف فئاته في عدن قحطان الشعبي كبطل تاريخي. احتشدت الجماهير على طول الطريق الممتدة من مطار عدن بخور مكسر إلى مقر الحكم بحي التواهي (مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً) التي هتفت بحياة قحطان الشعبي والجبهة القومية.

في الثلاثين من نوفمبر، انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية المُناضل قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وكلفته بتشكيل الحكومة وإعلان الاستقلال رسمياً.

ونتيجة للتآمر الداخلي الذي تعرّضت له دولة الإستقلال من قبل "اليسار" في التنظيم السياسي الحاكم (الجبهة القومية) قدّم الرئيس قحطان الشعبي إلى القيادة العامة للجبهة القومية استقالته من كافة مناصبه في 22 يونيو 69.

 

وقام في عدن نظام حُكم ماركسي، واحتجز قحطان وفيصل في منزليهما لفترة قصيرة، ثم نُقلا إلى معتقل "الفتح" بحي التواهي في أواخر مارس 70. جرى في مطلع إبريل 70، اغتيال المناضل فيصل في زنزانته، فيما نُقل المناضل قحطان إلى كوخ خشبي في منطقة دار الرئاسة، وظل معتقلا انفراديا بدون محاكمة أو تحقيق أو حتى تُهمة حتى أعلنت السلطة في عدن وفاته في 7/7/1981 (عن 57 عاماً)، وكانت أسرته تعرّضت للمزيد من المضايقات في 76، فأخذت منذ هذا العام في الهروب من الجنوب واحداً بعد الآخر (أسوة بمئات الألوف من شعب الجنوب اليمني الذين تمكّنوا من الفرار الى الجمهورية العربية اليمنية في الشمال ) .

الحاكم الخامس

الرئيس عبدالرحمن الارياني

 

القاضي عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن عبد الله الارياني وُلد في قرية اريان في  العاشر من يونيو عام 1910. كان والده يحيى الإرياني، كبير قضاة المملكة المتوكلية اليمنية وكان عالم شريعة شهير. والدته، سلوى الإرياني، اشتهرت بأنها سيدة البر لأعمالها الخيرية التي كانت تبذلها في قريتها.

بدأ عبد الرحمن الإرياني تعليمه في قريته إريان حتى سن السادسة عشر عندما تركها للعاصمة صنعاء للدراسة في مدارس الشريعة الشهيرة بها. بعد سنوات قليلة، تخرج وعمل في بلاط الإمام حتى 1937 عندما عُين كقاضي للمرة الأولى

وهو سياسي يمني، عضو مجلس قيادة الثورة ووزيرا للعدل 1962، ثم رئيسا للمجلس الجمهوري 1967 إلى 1974. شارك في مراحل النضال الوطني ضد الإمامة وسجن.

في أكتوبر 1967 تدهورت العلاقة بين القيادة المصرية وبين المشير (السلال) والمؤيدين له على خلفية رفض هؤلاء الأخيرين للتعامل مع لجنة السلام العربية التي شكلها مؤتمر القمة العربية في الخرطوم لحل المشكلة اليمنية، إلا أن التغيير كان مطلوباً وصار حتمياً بعد عودة القيادات التاريخية والسياسية والعسكرية من مصر بعد إطلاق سراحها من السجون بعد مناشدات يمنية لم تتوقف ووساطات عربية وبعد اقتناع المصريين بأن السلال لم يعد قادراً على قيادة سفينة الجمهورية بعد رحيلهم.

 

غادر المشير (السلال) إلى العراق في زيارة رسمية وبدأ الترتيب لحركه التصحيح بعد مغادرة (السلال) وتمحورت فكرة التغيير حول اختيار القاضي عبدالرحمن الارياني رئيساً ليقود البلاد في تلك الفترة الصعبة.

وبعد صعود الرئيس عبد الرحمن الإرياني، غلب الطابع المدني مع سمات النظام البرلماني على الطابع العسكري وتراجع نسبياً دور الجيش في الحياة السياسية، وأجريت العديد من التعديلات والاستحداثات في الجيش فتغيرت تسمية "اللواء العشرين حرس جمهوري" إلى اللواء العاشر مشاة، وفي نفس الوقت، تم إنشاء القوات الجوية اليمنية، وكان للاتحاد السوفيتي دور مشهود في سرعة تزويد هذه القوة الجديدة بعدد من الطائرات المقاتلة والقاذفة والنقل والطائرات المروحية، كما تم تزويد القوات البحرية بعدد من القطع البحرية متعددة الأنواع والأغراض لتتولى حماية المياه الإقليمية والسواحل اليمنية. تبع ذلك، عقب انتصار القوى الجمهورية، وحصار القوى الملكية لصنعاء الشهير بحصار السبعين، تشكيل لواء العاصفة في منطقة السخنة في الحديدة بقيادة العقيد علي سيف الخولاني، وتم نقله إلى صنعاء في أوائل 1968. وتشكلت وحدات عسكرية جديدة هي لواء العمالقة ولواء المغاوير ولواء الاحتياط  ولواء أمن القيادة.

كان أول رئيس عربي يقدم أستقالته طوعاً لمجلس شورى منتخب، وتم أخفاء رسالة الأستقاله وبدلاً عنها تم الأعلان أنه اطيح به في انقلاب أبيض في 13 يونيو 1974. وبهذا الأعلان تم أجهاض أول تجربه لأول وأخر رئيس مدني يمني. أنجزت في عهده الكثير من أساسيات الدولة اليمنية الحديثة. له الفضل في المصالحه الوطنية بين الجمهوريين والملكيين والتي أنقذت اليمن من اتون الحرب الأهليه المخيفه. بل انه أرجع للملكيين الكثير من ممتلكاتهم التي صادرتها الثورة مما عجل في التأم الجراح وأبعااد نزيف الدماء. في عهده تم صياغة أول دستور يمني حديث وأنتخاب أول مجلس شورى. كما تم في عهده وضع اللبنات الأساسية للوحده اليمنية من خلال اتفاقيتي القاهرة وطرابلس.

تسليم الحكم

 

في خطوة غير معهودة في تاريخ الانقلابات، بخاصة في دول العالم الثالث يتصل الرئيس الشرعي بخصومه ليتسلموا الحكم، هذا ما حدث في واقعة الانقلاب الأبيض على الرئيس عبد الرحمن الإرياني، ثاني رئيس لليمن الجمهوري بعد الرئيس عبد الله السلال.

 

يقول الشيخ سنان أبو لحوم في شهادته على هذه الواقعة: “اتصل القاضي عبد الرحمن الإرياني بـ إبراهيم الحمدي، فوصل إلى القصر الجمهوري وقال للإرياني: “لا يمكن القبول بالاستقالة، ونحن جنودك، وأنا بيد عمي سنان، وإذا كان هناك مجانين فهذا أبونا أقدر الناس على حل المشاكل، ونحن تحت أوامرك، ولا نريد أن نفرض عليك أي شيء، وفيك الخير والبركة"، فرد الإرياني على إبراهيم الحمدي بالقول: “لا أرضى أن يسفك دم من أجلي وهذه استقالتي”.

 

توفى في 14 مارس عام 1998 بالعاصمة السورية دمشق التي ظل مقيما فيها رغم عودته إلى اليمن في شهر سبتمبر 1981.

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تعيش اكثر من 160عاما مثل قبائل الهونزا

جزيرة سقطرى │ بودكاست يمني │ الحلقة السادسة